
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله رب العالمين اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد مما أوصى به النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم أمته هو بالعدل بين الأولاد، حيث وي عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “اتقوا الله، وأعدلوا بين أولادكم” لقد أمرنا الإسلام بملازمة حسن الخلق في جميع الأحوال، فعن المقدام بن شريح الحارثي عن أبيه، قال قلت لعائشة هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يبدو؟ قالت نعم كان يبدو إلى هذه التلاع، فأراد البداوة مرة، فأرسل إلى نعم من إبل الصدقة، فأعطاني منها ناقة محزمة، ثم قال لي ” يا عائشة عليك بتقوى الله،
والرفق، فإن الرفق لم يك في شيء قط إلا زانه، ولم ينزع من شيء قط إلا شانه” رواه أحمد، وأدلة الأمر بملازمة تقوى الله وحسن الخلق كثيرة، منها في العمل بالأتقى لله تعالى عند اقترانه بغيره، فعن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” من حلف على يمين، ثم رأى أتقى لله منها فليأتي التقوى” رواه مسلم، وبالأخذ فيما هو أصلح لنا وأجمل عند رب العالمين، وعن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “إن روح القدس قد نفث في روعي، أنها لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها، فاتقوا الله، وأجملوا في الطلب” وكما أن من أدلة الأمر بملازمة تقوى الله وحسن الخلق هو أن للأمير وبمن معه من المسلمين خيرا، فعن بريدة رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمّر أميرا على جيش أو سرية،
أوصاه في خاصته بتقوى الله، وبمن معه من المسلمين خيرا” رواه مسلم، وكما أن من أدلة الأمر بملازمة تقوى الله وحسن الخلق هو بالنساء والأرحام، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “اتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمان الله” رواه مسلم، وكما أن من أدلة الأمر بملازمة تقوى الله وحسن الخلق هو بالبهائم المعجمة، فعن سهل بن الحنظلية رضي الله عنه قال مرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ببعير قد ألحق ظهره بطنه، فقال “اتقوا الله في هذه البهائم المعجمة، فاركبوها صالحة، وكلوها صالحة” رواه أبو داود، وعن عبدالله بن جعفر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” أفلا تتقي الله في هذه البهيمة، التي ملكك الله إيّاها” رواه أبو داود، وكما أن من أدلة الأمر بملازمة تقوى الله وحسن الخلق هو في إجتناب المفاخرة بالأحساب.
فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال بلغ صفيه أن حفصة قالت بنت يهودي، فبكت، فدخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم وهي تبكي، فقال “ما يبكيك” فقالت قالت لي حفصة إني بنت يهودي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم “إنك لابنة نبي، وإنك لتحت نبي، ففيم تفخر عليك؟ ثم قال اتقي الله يا حفصة ” رواه الترمذي، وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “أيها الناس إن الله قد أذهب عنكم عبية الجاهلية، يا أيها الناس، إنما الناس رجلان برّ تقي كريم على ربه، وفاجر شقي هين على ربه، ثم تلا ” يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثي وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم ” ثم قال أقول هذا، وأستغفر الله لي ولكم ” رواه ابن حبان، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
“قد أذهب الله عنكم عبية الجاهلية، وفخرها بالآباء، الناس رجلان مؤمن تقي، وفاجر شقي” فاللهم اجعل لنا وللمسلمين من كل ضيق مخرجا، ومن كل هم فرجا، اللهم فرّج هم المهمومين، واقضي الدين عن المدينين، واغفر لنا ولآبائنا ولأمهاتنا وللمسلمين، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

