في ظل التحديات المتسارعة التي يشهدها العالم والمنطقة، تظل معركة الوعي هي السلاح الأهم في مواجهة حروب الجيل الرابع التي تستهدف استقرار الدول من الداخل قبل الخارج. ولم يكن حديث الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال جولته بالأكاديمية العسكرية عن دور الأزهر الشريف والمؤسسات الوطنية في تعزيز الوعي مجرد كلمات عابرة، بل جاء ليضع النقاط فوق الحروف، مؤكداً أن حماية عقول الشباب من التضليل لا تقل أهمية عن حماية الحدود بالسلاح.
وفي هذا السياق، قال الخبير الاقتصادي المهندس إيهاب محمود، الأمين العام المساعد لحزب الجيل الديمقراطي بالإسكندرية، إن حديث الرئيس يجسد رؤية استراتيجية عميقة لطبيعة المرحلة الراهنة، حيث أصبحت معركة الوعي اليوم هي الجبهة الأخطر والأكثر حسماً في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية.
وأوضح المهندس إيهاب محمود أن الرئيس وضع يده على جوهر التحدي الحقيقي، حين أشار إلى أن المعركة لم تعد عسكرية أو اقتصادية فحسب، بل تحولت إلى معركة عقول تستهدف الشباب والفئات الأكثر عرضة لحملات التضليل وحروب الجيل الرابع، التي تقوم على نشر الشائعات، وبث الإحباط، وزعزعة الثقة بين المواطن ومؤسساته. وهنا تتجلى أهمية دور الأزهر الشريف كمنارة للفكر الوسطي المستنير، إلى جانب المؤسسات الدينية والتعليمية والإعلامية، في تحصين المجتمع وبناء وعي جمعي قادر على مواجهة هذه الحرب الخفية.
وأشار إلى أن ما طرحه الرئيس يعكس إدراكاً استراتيجياً بأن التنمية الشاملة لا يمكن أن تكتمل في غياب الوعي الجمعي، فالمشروعات القومية والإصلاحات الكبرى تحتاج إلى بيئة مجتمعية مدركة وواعية بخطورتها وأهميتها، مؤكداً أن غياب الوعي يفتح المجال أمام تعطيل مسيرة الإصلاح، بينما وجوده يمثل ضمانة حقيقية لحماية الأمن القومي ودفع عجلة التقدم.
وشدد الأمين العام المساعد لحزب الجيل الديمقراطي بالإسكندرية على أن دعوة الرئيس ليست مجرد كلمات عابرة، وإنما هي بمثابة خطة عمل وطنية ملزمة لكل مؤسسات الدولة، لتترجمها إلى برامج واقعية تتناسب مع طبيعة كل فئة من فئات المجتمع، لافتاً إلى أن بناء الوعي لا يقل أهمية عن بناء المصانع والطرق، بل هو الركيزة الأساسية التي تستند إليها قوة الدولة في مواجهة التحديات وصناعة مستقبلها.
