
علاء حمدي
احتضنت العاصمتان؛ الليبية طرابلس والروسية موسكو، على مدار الثلاثة أيام الماضية فعاليات إحياء الذكرى السبعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين ليبيا وروسيا.
وبهذه المناسبة ألقى السيد الطاهر الباعور، المكلف بتسيير شؤون وزارة الخارجية والتعاون الدولي، كلمة مسجلة في الاحتفالية التي أقامتها سفارة دولة ليبيا لدى الاتحاد الروسي عبر فيها عن سعادته بالمشاركة في الاحتفال بهذه الذكرى، قائلا: “هذه الذكرى ليست مجرد ذكرى عابرة، بل هي شهادة على الروابط العميقة والقوية والمتعددة الجوانب بين شعبينا الصديقين”.
وأضاف: “سبعون عاما رحلة طويلة حافلة بالتحديات والمتغيرات، والأهم من ذلك، الرغبة الدائمة في تطوير وتعزيز علاقاتنا الثنائية، منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين بلدينا في الرابع من سبتمبر عام 1955”.
واختتم كلمته قائلا: “لطالما دعمت روسيا الاتحادية دولة ليبيا على الساحة الدولية، وقد قدر الشعب الليبي هذه المواقف الايجابية، واليوم، وفي ظل وضع دولي معقد تتجلى أهمية التفاعل والتنسيق الوثيق بين ليبيا وروسيا بشكل أوضح، ونحن على ثقة بأن شراكتنا قادرة على ذلك، بل ينبغي أن تلعب دورا محوريا أقوى في ضمان الأمن الإقليمي والعالمي، وكذلك في تعزيز التنمية المشتركة”.
بدوره عبر الجانب الروسي على لسان المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن موسكو بهذه بمناسبة “تجدد التزامها بدعم وحدة ليبيا واستقرارها”، وقالت، في إحاطة إعلامية، أن “العلاقات بين البلدين تمتاز بتاريخ طويل وتقاليد راسخة، وذكرت أن الدعم الفني الذي قدمه الاتحاد السوفيتي سابقا والاتحاد الروسي لاحقا، أسهم في بناء عشرات المشاريع الحيوية في ليبيا ، مؤكدة أن روسيا تدعو باستمرار إلى الحفاظ على وحدة ليبيا وسيادتها الوطنية وسلامة أراضيها”.
واختتمت كلمتها بالتأكيد على التزام موسكو الراسخ بمواصلة تعزيز التعاون الثنائي مع ليبيا في مختلف المجالات على قاعدة المنفعة المتبادلة، بما يسهم في ترسيخ الاستقرار والأمن في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وفي احتفالية اقامتها سفارة روسيا الاتحادية في طرابلس، شارك فيها السيد امحمد زيدان، وكيل وزارة الخارجية لشؤون المغتربين، آكد السفير الروسي لدى ليبيا، حيدر آغانين، بأن العلاقات بين دولة ليبيا وموسكو الاتحادية تقوم على أسس متينة من الصداقة والاحترام المتبادل، وأعرب عن ثقته بأن التعاون بين البلدين سيستمر تحقيقا لمصلحة الشعبين الصديقين وتعزيزا لجوانب الاستقرار في المنطقة.
وفي إطار إحياء هذه الذكرى، نظمت الجمعية الليبية للناطقين باللغة الروسية فعالية ثقافية احتفالية في مدينة طرابلس، بمشاركة رسمية وأكاديمية، كما تم عقد المؤتمر الليبي الروسي الأول، الذي نظمه المركز الليبي للأبحاث والدراسات، حيث تخلله اقامة معرضا للصور يوثق أبرز محطات التعاون بين البلدين، وحضر الفعاليات دبلوماسيون ليبيون ووفد روسي رفيع المستوى ضم ممثلين عن المكتبة الوطنية الروسية ومعهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية.
يذكر أن العلاقات الدبلوماسية بين ليبيا وروسيا تعود إلى الثاني من سبتمبر عام 1955، عندما أقيم أول تمثيل دبلوماسي بين البلدين على مستوى السفراء، في خطوة اعتبرت آنذاك قرارا استراتيجيا مهما مهد لتعاون واسع النطاق.

