مقال

لماذا الوقوف خلف القيادة المصرية في هذه المرحلة بالذات؟

بقلم / محمود عبده الشريف

في البداية، لا بد أن نوجه التحية لكل القيادات الوطنية المصرية، التي لم تدخر جهدًا في العمل لحماية الدولة وصون مقدراتها، والتي تقف في الصفوف الأولى لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية بروح المسئولية والإخلاص. هذه القيادات، بوعيها وتحملها للمسؤولية، أثبتت أن مصر لا تُدار إلا بروح الإخلاص والتضحية.

الأمن أولًا من منظور شرعي وتاريخي

القرآن الكريم يؤكد أن الأمن أساس كل شيء، فجعل الاطمئنان شرطًا للحياة الكريمة. قال تعالى:
﴿وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلًا قَرْیَةࣰ كَانَتۡ ءَامِنَةࣰ مُّطۡمَىِٕنَّةࣰ یَأۡتِیهَا رِزۡقُهَا رَغَدࣰا مِّن كُلِّ مَكَانࣲ فَكَفَرَتۡ بِأَنۡعُمِ ٱللَّهِ فَأَذَاقَهَا ٱللَّهُ لِبَاسَ ٱلۡجُوعِ وَٱلۡخَوۡفِ بِمَا كَانُوا۟ یَصۡنَعُونَ﴾ [النحل: 112].
فالآية الكريمة توضح أن الأمن والاطمئنان هما الباب الذي تُفتح منه أبواب الرزق، وأن ضياع الأمن يقود بالضرورة إلى الجوع والحرمان.

وكذلك حديث النبي ﷺ: «من أصبح منكم آمناً في سِرْبه، معافىً في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حِيزت له الدنيا» [رواه الترمذي].
فالرسول وضع الأمن في مقدمة مقومات الحياة، قبل الصحة والرزق، لأنه الضمانة الحقيقية لكل نعمة أخرى.

مصر بين الواقع والتجارب

الواقع الذي نعيشه اليوم يؤكد أن القيادة المصرية تنظر دائمًا إلى المصلحة الوطنية العليا. قد يبدو للمواطن أن تحسين الدخل ومواجهة الغلاء هما الأولوية، لكن القراءة للتجارب الإقليمية تُظهر أن الأمن هو الأساس. ففي دول مثل ليبيا وسوريا واليمن والسودان، ضاعت الدول قبل أن يضيع الاقتصاد، لأن الأمن انهار أولًا، فتحولت حياة الناس إلى صراع من أجل البقاء.

القيادة المصرية.. معادلة التوازن

القيادة المصرية تنتهج سياسة تقوم على تحقيق التوازن بين:

حماية الأمن القومي: عبر تطوير الجيش وتعزيز القدرات الدفاعية.

إدارة الملفات الإقليمية: بلعب دور الوسيط الفاعل في القضايا العربية.

الإصلاح الاقتصادي: بالمضي في مشروعات البنية التحتية والطاقة.

الحفاظ على الاستقرار الداخلي: بمواجهة محاولات التشكيك وزرع الفوضى.

الدور المصري عربيًا وإقليميًا

مصر اليوم ركيزة أساسية للاستقرار الإقليمي، فهي التي تتحرك لوقف التصعيد في فلسطين، وتعمل على حفظ استقرار السودان وليبيا، وتؤمّن الملاحة في البحر الأحمر وشرق المتوسط، إلى جانب دفاعها الثابت عن قضايا الأمة العربية.

وحدة الصف.. الضمانة الحقيقية

الوقوف خلف القيادة المصرية اليوم ليس مجرد دعم سياسي، بل هو ركيزة من ركائز الأمن القومي، لأن وحدة الشعب والقيادة تحمي الداخل من الاختراق وتُفشل كل محاولات الأعداء لاستغلال الأزمات.

الخلاصة

الأمن والاطمئنان هما الشرط الأول للحياة والرزق، كما دلّ القرآن الكريم والحديث الشريف. لذلك فإن دعم القيادة المصرية في هذه المرحلة الدقيقة هو واجب وطني وديني معًا، واستثمار في مستقبل الوطن، وضمانة لأن تظل مصر قوية، قادرة على حماية نفسها، وحاضرة في صناعة استقرار المنطقة بأكملها.

حفظ الله مصر وشعبها وقيادتها من كل سوء، وجعلها دائمًا حصنًا للأمة ودرعًا للعروبة. 🇪🇬

sdytm165@gmail.com

About Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *