
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله ذي الكبرياء و العزة والجلال تفرد سبحانه بالأسماء الحسنى وبصفات الكمال، أحمده سبحانه وتعالى وأشكره عظم من شأن حرمة المال وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن نبينا وحبيبنا وسيدنا محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ما خطر ذكره على بال وما تغيرت الأيام والأحوال أما بعد ذكرت المصادر الإسلامية الكثير والكثير عن فضل العلم والعلماء، وكما ذكرت المصادر نصيحة تقول فيها أنها تنبه المعلمين والمعلمات على وظيفة قد يغفلون عنها في خضم العمل وهي وظيفة يبارك الله بها للمعلم والمعلمة في أجرهم الدنيوي، ويعظم بها الأجر الأخروي ألا وهي تعظيم الله وشريعة الله وغرس حب رسول الله في نفوس الطلاب والتنفير من كل منكر حرمه الله وتحقيره في نفوسهم، وتقول للمعلم هذه رسالتك كمسلم.
قبل أن تكون معلما، وبالتالي فهي ليست قصرا على تخصص دون تخصص بل إن كل معلم متى ما استتشعر هذه المهمة العظيمة وهذا الواجب الجليل أمكنه أن يوصله للطلاب من خلال مادته، فاحرصوا على ذلك رحمني الله وإياكم تغنموا أنتم ويغنم طلابكم وتسعد أمتكم، فاتقوا الله عباد الله واعلموا أن الأمة التي لاتقدر علمائها ومعلميها لاخير فيها بل هي في الواقع تسعى إلى الزوال والانهيار، وتقدم المصادر الإسلامية بعض النصائح لعلها تساعد في تحقيق الإحترام المطلوب للمعلم، وأولها وهو أن نعرف أنه ليس كل من تخرج من الجامعة ذكرا كان أو أنثى يصلح لأن يكون معلما يستأمن على عقول أبناء المسلمين فلابد من وضع ضوابط لقبول المتقدمين لهذه المهمة الخطيرة لاسيما وأن الحاجة الماسة قد بدأت تضيق فلابد أن ننتقل من مرحلة التركيز على الكم للتركيز على الكيف.
وبالذات في الجانب الأخلاقي والسلوكي بجوار الجانب العالمي، وثانيها تقول المصادر للمعلم والمعلمة أن الإنسان هو لذي يفرض مكانته ومحبته ولايستجديها من الآخرين فالمعلم الذي قبح لفظه وإنحط تفكيره كيف يطالب الآخرين بإحترامه، والواقع يثبت أن المدرس الجاد المخلص والذي يسعى لإتقان فنون التربية هو الذي يحظى بإحترام المجتمع، وكما تقول المصادر للأباء والأمهات لابد من تربية الأولاد على إحترام المعلم والمعلمة لأنهم إذا لم ينشأوا على هذا الأدب قد ينسحب عليكم حتى لايعرفوا لكم أنتم غدا قدرا، والمعلم والمعلمة إنما هم معينون لكم في العملية التربوية للأولاد فإذا أسقطتم هيبتهم من قلوب الأبناء ضاع منكم أكثر من نصف العملية التربوية مما يستدعي أن تبدلوا جهدا مضاعفا وقد لاتستطيعوا سد الثغرة التربوية لدى الأبناء التي حصلت بسببكم.
فقيل بفضل المعلم تُبنى الأجيال وتصنع الأوطان، فاعلموا إن فضل المعلم على الأمة كبير، فهو الذي ينير طريق الأمة إلى الى التقدم والنجاح، وهو الذي ينبني الأجيال الصاعدة والعقول الفذّة، فلولا المعلم ما تعلم أحد، ولولا المعلم ما تقدم وطن ولا نهض، فبفضل المعلم أصبح الطبيب طبيبا يداوي المرضى، وبفضله أصبح المهندس مهندسا يبني بيوت الناس، حيث يقدم المعلمون الجهد العظيم والعطاء المتواصل اللامحدود، في سبيل بناء أجيال واعية، ومن أجل قيادة الأوطان إلى بر الأمان، فهم كالشمع الذي يحترق من أجل أن يضيء طريق الأجيال، وقد أحسن الشاعر أحمد شوقي وأجاد حين قال ” قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا ” فالمعلم كالرسول في إنارة طريق الأمة وبناء الأجيال المثقفة التي تخدم المجتمع، وحتى يكون المعلم مثاليا.
وحتى يحقق المعلم رسالته على أكمل وجه، وحتى يسير بالأجيال والأوطان إلى التقدم والرقي، يجب عليه أن يكون متمكنا في علمه، مخلصا في عمله، مقتدرا على حل المشكلات وإزالة العثرات التي تعترض طريق طلبته، قدوة حسنة في خلقه، لينا في معاملته فباللين يمتلك المعلم قلوب الطلاب، وامتلاك قلوبهم أسهل وأيسر طريق إلى امتلاك عقولهم وتغذيتها بالعلم النافع، بارك الله لي ولكم في القرآن والسنة ونفعني وإياكم بما فيهما من الآيات والحكمة، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين، فاستغفروه من كل ذنب إنه هو الغفور الرحيم.

