
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله رب العالمين واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له واشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى اله وصحبه أجمعين أما بعد ذكرت المصادر الكثير والكثير عن مدينة غزة فإنها غزة العزة والصمود وغزة الثبات وغزة التحدي وغزة المقاومة، فلكي الله يا غزة الجريحة، فكم في أثوابك الدامية من أحزان وآلام وأوجاع وذكريات تفيض بالأسى والكرب، وما تكاد ترحل المصيبة بأثقالها وكربها إلا وتخلفها مصائب تتكاثر كالسرطان في جسد هذا الجزء المنهك المنتهك من جسد أمتنا الغافلة، فإنها مناظر الدم والخراب والحزن وصرخات الوجع والألم، ومشاعر الحزن والبكاء، أصبحت روحا ساكنة في جسد كل مسلم ومسلمة من سكان غزة المجاهدة الصامدة، فإذا نظرنا إلي زمن النبي المصطفي صلي الله عليه وسلم.
فقد ذكرت المصادر أنه في المدينة المنورة، وفي آخر الليل وعندما نشطت الشياطين جاء حيي بن أخطب زعيم اليهود وسيدهم وهو أبو أم المؤمنين السيدة صفيه بنت حيي رضي الله عنها للقاء كعب بن أسد وقال له جئتك بعز الدهر وببحر طام، جئتك بقريش على قادتها وسادتها وبغطفان على قادتها وسادتها وقد عاهدوني وعاقدوني على أن لا يبرحوا حتى نستأصل محمدا ومن معه، فتأمل يا عبد الله نستأصل محمدا ومن معه وهي نفس العبارة التي قالها اليهود وأذنابهم المنافقين في الدول العربية نريد أن نستأصل حكومة غزة، وقامت وزيرة الخارجية الإسرائيلية بدور حيي بن أخطب اليهودي، ثم وقعت معركة الخندق وثبت النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم وبعدها أعلن النبي صلى الله عليه وسلم نهاية غزو الكفار للمسلمين.
وقال اليوم نغزوهم ولا يغزوننا وهذا عين ما أراه سيحدث مع المجاهدين في فلسطين بإذن الله تعالى فإذا ثبتهم الله وصبروا وصابروا فسيحكمون الضفة ثم فلسطين كاملة خلال سنوات قليلة جدا، وسنشهد ذلك إن شاء الله، فإنها معركة مفصلية سواء على المؤمنين أو على الكيان الصهيوني وأذنابه المنافقين، فيقول الله تعالي ” ولما رأي المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيمانا وتسليما ” وانظر لوصف الهجوم الذي حدث يوم الخندق فهو نفسه الذي يحدث، وهذا وصف دقيق لحال إخواننا هناك في غزة فالقصف من البر والبحر والجو، واعلموا إن الله تعالى يختار الشهداء إختيارا ويصطفيهم إصطفاء، ولقد فضحت هذه الحرب المنافقين المتاجرين بدماء المسلمين وتستحق هذه الحرب أن نسميها بالفاضحة والكاشفة.
لأنها كشفت وفضحت المنافقين أفرادا كانوا أو جماعات أو حكومات أو حتى القنوات وهذا ما رآه الناس كالشمس في ضحاها، فكم نادت الشعوب وكم نادى أصحاب الإيمان أغيثوا إخوانكم في غزة، قاتلوا أين أسلحتكم ؟ وأين جيوشكم؟ تعالوا قاتلوا في سبيل الله أو ادفعوا عن أخوانكم، أما ترون الدماء والأشلاء، أما ترون البيوت تدمّر على من فيها، فعائلات تباد كاملة، أما ترون بيوت الله تهدم دافعوا عن دينكم وعن بلاد المسلمين، قالوا لو نعلم قتالا لاتبعناكم بماذا وصفهم القرآن فهو كما جاء في سورة آل عمران ” هم للكفر أقرب منهم للإيمان يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم والله أعلم بما يكتمون ” فكم سمعنا من أبناء جلدتنا من يقول قد نبهنا حماس وحذرناها ولم تسمعنا ولو أطاعونا ما قتلوا ونسي هؤلاء المنافقين أن الموت والحياة بيد ملك الملوك عز وجل.
ثم يأتي قوله تعالى الفصل ” ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون ” هذا وصلوا عباد الله على رسول الهدى فقد أمركم الله بذلك في كتابه العزيز فاللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك محمد، وارض اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشدين اللهم آمين يا رب العالمين.

