مقال

عندما يعلو صوت الداخل على ضجيج الدنيا

عندما يعلو صوت الداخل على ضجيج الدنيا
بقلم/نشأت البسيوني

عندما يعلو صوت الداخل على ضجيج الدنيا ويلاقي الانسان نفسه واقف في نص الطريق لا هو فاهم هو بيهرب من ايه ولا رايح على فين بس حاسس ان في جواه حاجه بتشده لقدام حاجه بتقوله يكمل مهما كان التعب ومهما كان الحمل اللي فوق الكتف لان في لحظه معينه بيدرك الانسان ان اللي بيبنيه جواه اقوى بكتير من اللي بيكسره برا وان الرحله اللي دايما كان فاكرها مرهقه هي في

الحقيقه اللي صقلته وعلمته وخلته يعرف نفسه اكتر ولما يبص حواليه ويشوف ناس بتحاول تقاوم زي ما هو بيقاوم وقلوب بتحارب الصمت والخذلان زي ما قلبه بيحارب يحس ان البشر شبه بعض اكتر مما يبان وان كل واحد فيهم شايل حكايات تقيله بس واقف رغم كل حاجه ولما يفتكر اللحظات اللي وقع فيها والناس اللي مشيته وهو لوحده يدرك ان القوه مش في ان محدش يوجعه

القوه الحقيقيه في اللي كل ما يقع يقف من جديد ويعرف ان اللي جاي ممكن يكون احسن وممكن يكون اسوأ بس في كل الاحوال هو مستعد لان جواه نور مهما حاولت الدنيا تطفيه يفضل منور في عز العتمه ويقول له كمل وامشي وما تخافش لان الطريق اللي بيتعبك هو نفسه الطريق اللي بيكبرك ويعلمك ويخليك تتولد من جديد كل يوم في شكل اقوى من اللي قبله كل يوم فيك حكايه جديده

بتتكتب وحلم جديد بيقوم من وسط الركام ومهما الدنيا لفت ومهما الليالي اتغيرت يفضل الانسان واقف على رجليه لانه عرف ان مفيش حاجه بتضيع وان كل حاجه بتمر وان كل وجع بيعدي وان اللي بيبنيه من جوه عمره ما يتهز ولا يقع وان الخطوات اللي ساعات بنمشيها واحنا تايهين بتطلع هي نفسها اللي بتوصلنا للي كنا بندور عليه وان الصمت اللي بيخوفنا اوقات هو اكتر حاجه بتكشف

لنا حقيقتنا وتعرفنا احنا مين وتعرفنا مين اللي يستاهل يفضل معانا ومين اللي وجوده كان مجرد ظل بيعدي وان اللحظات اللي حسينا فيها ان الدنيا ضاقت كانت في الاصل اوسع باب كان بيتفتح وان كل كسر رممناه وكل جرح استحملناه كان سبب في قوه عمرنا ما كنا هنعرف نوصل لها من غير ما نتوجع وان الحياه مش بتدين اللي بيصرخ اكتر ولا اللي بيشتكي اكتر الحياه بتدين اللي يقف بعد ما

يقع ويكمل بعد ما يتجرح ويطلع من التعب بدهب لان الروح لما تنضج ما ترجعش زي الاول ابدا وتعرف تتعامل وتعرف تختار وتعرف تمشي من غير ما تلف وراها وتعرف ان اللي اتاخد مش خساره واللي راح مش نهايه وان البدايات الحقيقيه دايما بتطلع من الرماد من قلب الحاجات اللي حسبناها انتهت وان اللي جوه الانسان اكبر بكتير من كل اللي حواليه واحسن بكتير من كل حاجه كانت بتوقف اللي جواه

sdytm165@gmail.com

About Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *