كتب : تامر توفيق
تتواصل خطوات صناعة جيل إعلامي مبدع يمتلك أدوات العصر الرقمي، عبر برنامج “صُنّاع التأثير” الذي يشهد تنوّعًا في الخبرات، ليمنح الطلاب المشاركين فرصة فريدة للانخراط في بيئة تطبيقية تجمع بين التعلم والممارسة والتأمل في قضايا الوطن والمجتمع.
وفي هذا السياق، شهد اليوم الثالث من البرنامج التدريبي، محاضرات متخصصة وورش عمل تطبيقية تجمع بين مهارات التسويق الاعلامى الرقمى وفنون الأداء الإعلامي.
وأكد الدكتور كريم همام مستشار الوزير للأنشطة الطلابية ومدير معهد إعداد القادة، أن البرنامج يأتي في توقيت حيوي يتطلب إعداد شباب قادر على التعبير بوعي ومسؤولية، مشيرًا إلى أن بناء كوادر إعلامية شابة يبدأ من التدريب العملي وهو ما يحرص عليه معهد إعداد القادة من خلال برنامج “صُنّاع التأثير” الذي يراهن على وعي وقدرات طلاب الجامعات في أن يكونوا إعلامي الغد وصناع التغيير الحقيقي.
وجاءت أولى فعاليات اليوم الثالث محاضرة بعنوان “التسويق الرقمى والإعلام”، قدمها الدكتور رضا أمين، عميد كلية الإعلام بجامعة الأزهر وأستاذ الإعلام الرقمي، حيث تناول خلالها مفاهيم الحضور الرقمي وبناء العلامة الشخصية، واستعرض استراتيجيات التسويق الرقمى التي تمكّن الشباب من التميز في سوق العمل، مشددًا على ضرورة الحفاظ على توظيف المنصات بذكاء دون إفراط أو تكرار.
كما سلط الضوء على أهمية بناء محتوى هادف يعبر عن الهوية الوطنية، والانتباه لعناصر الظهور الإعلامي من كاريزما واستخدام لغة الجسد ومواجهة التحديات النفسية التي قد تواجه الشباب أثناء تقديم أنفسهم أمام الجمهور أو الكاميرا، مؤكدًا أن التطوير المستمر والمحتوى هو أساس التأثير.
وعقب المحاضرة، انطلقت ورش عمل ذاتية تم خلالها تقسيم الطلاب إلى مجموعات عمل، بهدف طرح موضوعات تلامس قضايا المجتمع مع التركيز على مفاهيم الانتماء والهوية وكيفية مواجهة الأفكار غير السوية، وذلك ضمن خطوات أولية لإنتاج مشاريع إعلامية تُعبّر عن رؤى الشباب وتطلعاتهم نحو التغيير.
كما شهد اليوم انطلاق ورشة تدريبية متخصصة بعنوان “الأداء الإخباري وصناعة النشرات الإخبارية”، قدّمتها الدكتورة رنا مصطفى، المشرف على قسم الإذاعة والتليفزيون بالمعهد العالي للإعلام وفنون الاتصال بمدينة الثقافة والعلوم، وشارك فيها الإعلامي أحمد بدر الدين باذاعه الشرق الأوسط، والدكتور أحمد علوي، والدكتور هشام البرتقالي، والدكتورة مها أبو خليل.
تناولت الورشة التدريب على عناصر بناء النشرات الإخبارية بداية من كتابة المحتوى، مرورًا بأداء المذيع، وصولًا إلى مراحل المونتاج والإخراج. وشرحت الدكتورة رنا الفرق بين زوايا التصوير وأحجام اللقطات، وتأثير كل زاوية على تلقي الرسالة البصرية، مؤكدة أن الصورة هي اللغة الأكثر تأثيرًا في الإعلام المعاصر.
كما ناقشت الورشة تقنيات الأداء الصوتي، وحضور المذيع أمام الكاميرا، وكيفية الحفاظ على إيقاع النشرة والتفاعل مع المحتوى . وتدرّب الطلاب عمليًا مما ساهم في تعزيز مهاراتهم وإدراكهم لفنون المهنة الإعلامية.
واختتمت الورشة بتدريبات تطبيقية حول كيفية صناعة المحتوى الافتراضي بأسلوب إبداعي يجمع بين التأثير والاختصار، مع تقديم شرح وافٍ للفروق الجوهرية بين كتابة سكربت الفيديو القصير، الذي يعتمد على الإيقاع السريع والتركيز البصري، وسكربت البرنامج الطويل الذي يتطلب بناءً دراميًا متماسكًا، وتسلسلًا منطقيًا للمحتوى يُراعي الحوار والتفاعل مع الضيوف أو الجمهور. وقد ساهم هذا الجزء في تعزيز وعي المشاركين بأساليب إنتاج المحتوى الإعلامي وفق متطلبات كل منصة وشكل إعلامي.
ويأتي برنامج “صُنّاع التأثير” ليجسد رؤية الوزارة في تمكين طلاب الجامعات المصرية من أدوات التأثير الإيجابي، وتعزيز قدراتهم الإعلامية ليكونوا فاعلين في بناء وعي جماهيري حقيقي، ضمن توجه الدولة نحو تمكين الشباب في ظل الجمهورية الجديدة.
