Uncategorized

شجاعة الكلمة والإعتراف بالخطأ


بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين، الحمد لله الكريم الوهاب، الحمد لله الرحيم التواب، الحمد لله الهادي إلى الصواب مزيل الشدائد وكاشف المصاب، الحمد لله فارج الهم وكاشف الغم مجيب دعوة المضطر، فما سأله سائل فخاب، يسمع جهر القول وخفي الخطاب أخذ بنواصي جميع الدواب، فسبحانه من إله عظيم لا يماثل ولا يضاهى ولا يرام له جناب هو ربنا لا إله إلا هو عليه توكلنا وإليه المرجع والمتاب، وسبحان من إنفرد بالقهر والإستيلاء، وإستأثر بإستحقاق البقاء، وأذل أصناف الخلق بما كتب عليهم من الفناء، وأشهد أن لا إله إلا الله ثم أما بعد إن من أهم الأخلاق والصفات التي ينبغي لمعلم التربية الإسلامية أن يتصف بها هو الشجاعة، والمقصود بالشجاعة هنا هي شجاعة الكلمة، والإعتراف بالخطأ، وهذا لا يكاد يسلم منه أحد.

ولو كان على حساب النفس وهذا والله ليزيد المسلم عزا ورفعة، ولا ينقص من قدره شيئا، ومن ظن غير ذلك فقد حاد عن جادة الصواب، والمعلم بحكم وظيفته، معرض لمثل هذه المواقف، فيا ترى ماذا يقول المعلم إذا جانب الصواب، ثم بان له الصواب، فهل يبادر إلى إستدراك ويعترف بالخطأ لغيره، وكما أن من أهم الأخلاق والصفات التي ينبغي لمعلم التربية الإسلامية أن يتصف بها هو الصبر وإحتمال الغضب، حيث أن الصبر منزلة رفيعة لا ينالها إلا ذوو الهمم العالية، والنفوس الزكية، والغضب هو ثورة في النفس، يفقد فيها الغاضب إتزانه وتنقلب الموازين عنده، فلا يكاد يميز بين الحق والباطل وهي خصلة غير محمودة، ووجه تعلق هذا الخلق بالمعلم، هو أن المعلم يتعامل مع أفراد يختلفون في الطباع، والأفكار، فمنهم الجيد ومنهم الضعيف وهذا الخلق ليس سهل المنال.

بل إنه يحتاج إلى طول ممارسة من المعلم حتى يعتاد ذلك ويألفه، وفقدان الصبر يوقع المعلم في حرج شديد، خصوصا إذا كان ذلك أثناء ممارسته لعمله، فإن المعلم يواجه عقليات متفاوتة في الإدراك والتصور، والإستجابة إلى غير ذلك، بل إن من أشدها وقعا وأثرا على المعلم وهو ما إذا تعرض المعلم لكلمة نابية من غيره، وليس ذلك بمستغرب من البشر لإختلافهم في الطباع والإدراك ونحو ذلك، وإن إحتواء الغضب والسيطرة عليه علامة قوة شخصية للمعلم وليست علامة ضعف، خصوصا إذا كان ذلك المعلم قادرا على إنفاذ ما يريد، وقدوته في ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم حيث أخبر بذلك بقوله كما في حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه “ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب ” متفق عليه، وكما أن من أهم الأخلاق والصفات.

التي ينبغي لمعلم التربية الإسلامية أن يتصف بها هو التشجيع حيث قال الله تعالى ” ولا تنسوا الفضل بينكم ” فالمعلم التربوي لابد أن يختار من أساليب التشجيع ما يناسب الطلاب مع مراعاة في ذلك الفروق الفردية، وكما أن من أهم الأخلاق والصفات التي ينبغي لمعلم التربية الإسلامية أن يتصف بها هو التعاون، وكما قال تعالى ” وتعاونوا علي البر والتقوي ” فلابد لمعلم التربية الإسلامية أن يشجع العمل الجماعي، وكما أن من أهم الأخلاق والصفات التي ينبغي لمعلم التربية الإسلامية أن يتصف بها هو الشورى حيث قال تعالى “وشاورهم في الأمر” وللشورى أهمية عظيمة لأنه يفيض على العمل جو العلاقات الحميدة بتقوية رابطة الألفة والمحبة بين المعلم والطلاب وتحقيق الراحة والرضا والطمأنينة لهم مما يؤدي إلى سرعة تقبل العمل المطلوب.

فاللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، واحمي حوزة الدين، اللهم آمنّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا، وجميع ولاة أمر المسلمين، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات، اللهم اغفر لأمواتنا وأموات المسلمين، وأعذهم من عذاب القبر وعذاب النار، برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم إنا نسألك الهدى والتقى، والعفاف والغنى، اللهم اهدنا وسددنا يا رب العالمين.

osama elhaowary

About Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *