
بقلم : د . هاني المصري
يطل د. ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، كالفارس القوي العنيد الذي يعتلي صهوة الإعلام الرسمي للدولة المصرية، ليؤكد مجددًا أن القاهرة لا تملك رفاهية الصمت ولا تقبل المساومة حين يتعلق الأمر بالأمن القومي المصري أو بمصير القضية الفلسطينية.
في تصريحات نارية، شدد رشوان على أن ما يُثار حول محاولات إسرائيلية لفرض واقع جديد عبر تهجير الفلسطينيين قسرًا إلى سيناء ليس سوى وهم خطير، وأن مجرد التفكير في هذا المخطط يعني تجاوزًا صريحًا للخطوط الحمراء المصرية. وأضاف بصوت الواثق: “العمق الإسرائيلي لم يعد بعيدًا عن معادلة القرار المصري، بل أصبح في داخلها. وإذا ما أقدمت تل أبيب على خطوة التهجير، فإن رد مصر سيكون مباشرًا وحاسمًا، يصل إلى قلب العمق الإسرائيلي نفسه”.
هذه الكلمات لم تكن مجرد خطاب إعلامي، بل رسالة قاطعة تحمل توقيع الدولة المصرية بكل ثقلها السياسي والعسكري، ورسالة إلى كل من يتوهم أن مصر يمكن أن تُؤخذ على حين غرة. فسيناء التي رُويت بدماء الشهداء ليست أرضًا للرهان ولا ساحةً لتصفية حسابات على حساب الشعب الفلسطيني.
رشوان، الذي اعتاد أن يكون صوت الدولة المصرية الرسمي للعالم، بدا هذه المرة أكثر صلابة وإصرارًا، مؤكدًا أن مصر لا تحمي حدودها فقط، بل تحمي جوهر القضية الفلسطينية، وترفض أي محاولات لتفريغها من مضمونها عبر التهجير القسري.
وختاماً يا سادة
بهذا الموقف الصارم، يرسّخ ضياء رشوان صورة الفارس الذي يتصدر مشهد الإعلام الوطني، حاملاً راية الحقيقة، وموجهًا رسائل لا تحتمل التأويل: مصر لن تسمح بتهجير الفلسطينيين، والعمق الإسرائيلي تحت العين المصرية، وإذا لزم الأمر… تحت نيرانها أيضًا.