أخبار الحوادث

جريمة اللبيني.. حين صار القتل أسهل من السلام عليكم

بقلم: سهام محمد راضي

في واحدة من أبشع الجرائم التي هزّت الرأي العام وأدمت القلوب، كشفت أجهزة الأمن تفاصيل جريمة بشعة شهدتها منطقة اللبيني بالهرم، بعدما ألقى مجهول طفلين من مركبة “توك توك”، في واقعة بدأت غامضة وانتهت بكشف مأساة تفطر القلب وتُظهر إلى أي مدى يمكن أن يموت الضمير في بعض النفوس.

البداية كانت ببلاغ تلقاه قسم شرطة الهرم من الأهالي بالعثور على طفلين، أحدهما فاقد الوعي والآخر متوفٍ، أمام أحد العقارات بشارع اللبيني. لم يكن المشهد عاديًا: جسدان صغيران مرميان على الأرض، وصرخات فزع تتعالى بين الناس.

تحركت قوات الأمن بسرعة، وتم فحص كاميرات المراقبة التي أظهرت مركبة “توك توك” توقفت للحظات، أُلقي منها الطفلان قبل أن يفر السائق هاربًا. وبعد ساعات من البحث والتحريات، تم التوصل لهوية الطفلين: جنى وسيف، اللذين كان والدهما قد أبلغ عن تغيبهم منذ نحو ثلاثة أسابيع مع والدتهم وطفلهم الأصغر مصطفى البالغ من العمر ست سنوات.

وبتتبع خيوط الواقعة، قادت التحريات إلى مفاجأة مذهلة — المتهم م. ع، صاحب محل بيطري، كانت تربطه علاقة غير شرعية بوالدة الأطفال، يقيمون جميعًا في شقة مستأجرة. وبالقبض عليه ومواجهته، انهار واعترف بتفاصيل الجريمة التي تجمد الدم في العروق.

قال المتهم في اعترافاته أمام النيابة إنه اكتشف — على حد زعمه — “سوء سلوك” الأم، فقرر الانتقام منها. دسّ مادة سامة في كوب عصير وقدّمه لها، ثم نقلها إلى المستشفى مدعيًا أنها زوجته، وسجل بياناته باسم مستعار، ثم تركها تموت وغادر.

بعد أيام قليلة، عاد ليكمل جريمته. اصطحب الأطفال الثلاثة في نزهة، وقدم لهم العصير المسموم نفسه. شرب اثنان منه وسقطا على الفور في حالة إعياء شديد، بينما رفض الطفل الثالث الشراب، فقام بإلقائه في الترعة ليلقى حتفه. ثم استعان المتهم بعامل لديه وقائد “توك توك” لا يعلم شيئًا عمّا يحدث، لنقل الطفلين أمام العقار الذي عُثر عليهما فيه.

النيابة العامة أمرت بحبسه على ذمة التحقيق، وإرسال العينات إلى المعمل الجنائي لتحديد نوع المادة السامة المستخدمة ومطابقتها بما تم ضبطه داخل محله.

حين يموت الضمير

لم تعد الجريمة في بلادنا حدثًا نادرًا، بل صارت مشهدًا يوميًا تتكرر فصوله بين كل صباح ومساء.
أين الرحمة؟ أين الإيمان؟
كيف يُمكن لإنسان أن يقتل أطفالًا بدمٍ بارد، ويغتال معهم معنى الإنسانية نفسه؟

لقد أصبح القتل أسهل من السلام، والشر أقرب من الابتسامة، وكأن بعض القلوب تحجّرت حتى نسيت أن هناك ربًا يُحاسب وضميرًا يُعاتب.

رسالتي

يا من تقرأ هذه السطور، تذكّر أن الشر لا يولد فجأة، بل ينبت حين يموت الخوف من الله.
فلنراجع أنفسنا، ولنُحيي بداخلنا ما تبقّى من إنسانيتنا، قبل أن نصحو يومًا على عالمٍ بلا رحمة، وبشرٍ بلا قلوب.

sdytm165@gmail.com

About Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *