
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وصفيه وخليله وخيرته من خلقه صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد إن من أهم المواد التي تسهم في صناعة سفينة الإبداع بشرط الإلتزام بمصدر التلقي كتابا وسنة وبعد توفيق الله تعالى وعونه هو الإيمان بأهمية صنع البيئة الإبداعية وبإمكانيته، وبضرورة إنبثاقه من قول الله تعالى كما جاء في سورة الرعد ” إن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم ” الأمر الذي يحتم إحداث إنقلاب فكري في العقل المسلم الجمعي والفردي على حد سواء، ينشأ معه إنجذاب صادق للمعرفة لا للمعرفة ذاتها، ولا لتحصيل لذة عقلية، ولا للظفر بشهرة علمية، ولا لتحقيق رغبة دنيوية، وإنما هو إنجذاب للمعرفة بقصد تطوير الذات وبنائها.
لا للتطوير ولا للبناء ذاتهما أيضا، وإنما للإبداع وللنهوض وللنماء وللعطاء المراد به وجه الله سبحانه وتعالى، وكما أن من أهم المواد التي تسهم في صناعة سفينة الإبداع هو الإشاعة في العقل المسلم والإيحاء في ذاته ذلك لأن الإبداع عادة تكتسب بشيء من البذل في تعلم وسائلها، والتلبس في خصائصها، والتدرب على تطبيقاتها، وكما أن من أهم المواد التي تسهم في صناعة سفينة الإبداع هو تكييف العملية التعليمية والتربوية بما يجعلها دافعا للإبداع ومحضنا للمبدعين، ومثل هذا التكييف يستلزم بالضرورة إعادة النظر في الأهداف التربوية، ومن ثم في وسائلها وبرامجها، بمعنى أنه يجب أن يكون إكساب المتربين طرائق التفكير العلمي والإبداعي من الأهداف الأساسية، وكما أن من أهم المواد التي تسهم في صناعة سفينة الإبداع هو صياغة شعارات جذابة ترسخ أهمية الإبداع.
وتبشر بنتائجه وتحتفي بكل متلبس به، والإجتهاد في بثها وإذابتها في النفوس وتفعيلها في العقول، وكما أن من أهم المواد التي تسهم في صناعة سفينة الإبداع هو تنظيم دورات ودروس في التفكير العلمي والإبداعي لمختلف شرائح العمل الإسلامي، وضرورة تلبس المربين والمعلمين بخصائص الإبداع ولو تكلفا تجسيدا للقدوة الصالحة، والإحتفاء بالمبدعين وخاصة الأحداث منهم والإعتناء بهم وتقديرهم معنويا وماديا، من تقنيات الإبداع الجماعي هو العاصفة الذهنية، وهي طريقة تستخدم من أجل حفز الذهن لتوليد الأفكار صممها أوسبورن في عام ألف وتسعمائة وثماني وثلاثين من الميلاد، وتتلخص في طرح مشكلة معينة على مجموعة من الأفراد، يتولى إدارة تلك العاصفة واحد منهم يمتاز بأنه يستطيع تهيئة المناخ المناسب لتوليد الأفكار، وإثارة الآخرين لتقديم وعرض أفكارهم.
والإنتقال والربط بين أجزاء الموضوع المختلفة بشكل منطقي، وتمر هذه العاصفة بمراحل منها توضيح وتجزئة المشكلة، وذلك بتفتيتها إلى أجزاء ومطالبة المشتركين بالتفكير فيها، وتوليد وعرض الأفكار وذلك بإتاحة الفرصة للمشتركين للإنطلاق في توليد الأفكار، وفي هذه المرحلة ينبغي لمدير العاصفة الذهنية مراعاة عدم السماح لأحد بمهاجمة أفكار الآخرين أو الحكم عليها أو التعليق عليها إيجابا أو سلبا، وخلق مناخ يتقبل أي أفكار غريبة أو خيالية، وعدم إبداء أي نوع من السخرية تجاهها، والتأكيد على أهمية توليد وعرض أكبر قدر ممكن من الأفكار، وتسجيل الأفكار المطروحة بلا إستثناء يفضل تعيين أحد المشاركين للتسجيل، وتقويم الأفكار المطروحة وذلك بنقدها وتمحيصها وصولاً للفكرة المناسبة، وتستغرق هذه العاصفة الذهنية عادة من ربع ساعة إلي ساعة.
بمتوسط نصف ساعة ويفضل أن يكون عدد المشاركين ما بين خمسة إلي سبعة ويجب ألا يزيد العدد عن خمسة عشر مشاركا، ويمكن إستخدامها في المشكلات التي تتطلب حلولا كثيرة كالمشكلات التجارية مثل الإعلانات والمشكلات التقنية مثل كيفية إستخدام الحاسب الآلي ومواصفاته والمشكلات التربوية مثل إحتواء الشباب، كما أنها أثبتت فعاليتها في مجالات البحث والتطوير.