
بقلم راندا ابو النجا
التعب النفسي هو حالة إرهاق عقلي وعاطفي ينتج عن الضغوط المستمرة، مما يؤدي إلى نقص الطاقة وصعوبة التركيز، ويُعد شائعًا في عصر اليوم بسبب الإجهاد اليومي والالتزامات المتزايدة. يختلف عن التعب الجسدي العادي، حيث يؤثر على المزاج والأداء اليومي، وقد يتطور إلى اضطرابات أكبر إذا لم يُعالج، مما يجعله يشبه “البطارية المفرغة” للعقل التي تحتاج إلى إعادة شحن فورية. هذه الحالة تُعيق الحياة الاجتماعية والمهنية، لكن الوعي بأعراضها يساعد في التعامل معها قبل تفاقمها.
يُسبب التعب النفسي الإجهاد المزمن والإرهاق من العمل أو الدراسة، حيث يؤدي الضغط المستمر إلى استنزاف الطاقة العقلية دون فترات راحة كافية. كما يرتبط باضطرابات النوم مثل الأرق وسوء التغذية، بالإضافة إلى المشكلات العاطفية أو الصحية مثل الاكتئاب والقلق، وقلة النشاط البدني التي تُفاقم الشعور بالإنهاك. عوامل أخرى تشمل عدم القدرة على التنبؤ بالمستقبل أو الالتزامات الزائدة، مما يجعل العقل يدور في حلقة من التوتر دون حل.
تشمل الأعراض صعوبة التركيز واتخاذ القرارات، مع شعور دائم بالإرهاق والاكتئاب أو القلق، مما يؤدي إلى تقلبات مزاجية وانخفاض الدافعية. جسديًا، يظهر كتعب مزمن وآلام رأس أو مشاكل نوم، بينما عاطفيًا يُسبب التهيج والانعزال عن الآخرين، وقد يدفع إلى تجنب الالتزامات أو الاعتماد على مواد محفزة. هذه العلامات تُعيق الأداء اليومي، مثل تأجيل المهام أو صعوبة في التفاعلات الاجتماعية، وتزداد شدة إذا استمرت دون تدخل.
يُعالج التعب النفسي بتغيير نمط الحياة، مثل ممارسة الرياضة والحصول على نوم كافٍ، مع التركيز على التغذية السليمة والاسترخاء من خلال تمارين التنفس أو اليوغا. في الحالات المتوسطة، يُفيد العلاج النفسي أو السلوكي المعرفي لمعالجة الأسباب الجذرية، وقد يُوصى بأدوية مضادة للاكتئاب إذا كان مرتبطًا بقلق شديد، لكن دائمًا تحت إشراف طبيب. للوقاية، حدد الأولويات وخصص وقتًا للراحة، مع طلب الدعم من الأصدقاء أو المتخصصين لتجنب الإنهاك المزمن.

