مقال

أعظم أسباب سلامة الصدر


بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، لا عزّ إلا في طاعته، ولا سعادة إلا في رضاه، ولا نعيم إلا في ذكره، الذي إذا أطيع شكر، وإذا عُصي تاب وغفر، والذي إذا دُعي سمع وأجاب، وإذا استعيذ به أعاذ، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله، صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا، ثم أما بعد ذكرت المصادر الإسلامية أن محبة الخير للآخرين من علامات الإيمان ويؤكده ذلك ما رواه أحمد عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن أفضل الإيمان؟ فقال “أفضل الإيمان أن تحب لله، وتبغض لله، وتعمل لسانك في ذكر الله” قال وماذا يا رسول الله؟ قال “أن تحب للناس ما تحب لنفسك ، وتكره لهم ما تكره لنفسك، وأن تقول خيرا أو تصمت” وهذه الصفة سبب لكل خير فهي من أعظم أسباب سلامة الصدر، وروي عن جابر بن عبد الله رضى الله عنهما.

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال”إن من أحبكم إلى وأقربكم منى مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا” ومن بين الأخلاق التي ينبغي مراعاتها في حياتنا الاجتماعية وعلاقاتنا الإنسانية هو نشر المحبة والألفة والأخوة وسلامة القلوب، ومن بين ما يساعد على ذلك هو تطييب خواطر المنكسرين، والضعفاء والمعوزين والمضطهدين، والمنكوبين، ومن واقعنا العملي نماذج كثيرة شرعها ديننا الحنيف لجبر الخواطر وتطييب النفوس، لأجل ذلك كان من السنة تعزية أهل الميت وتسليتهم ومواساتهم وتخفيف الألم الذي أصابهم عند فقد ميتهم، وكذلك عند مشاهدة بعض الفقراء أو اليتامى شيء من قسمة الميراث فمن الأفضل أن يخصص لهم من المال شيئا يجبر خاطرهم ويسد حاجتهم حتى لا يبقى في نفوسهم شيء، حيث قال تعالى فى سورة النساء ” وإذا حضر القسمة أولو القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه وقولوا لهم قولا معروفا”

فما أجمل تطييب للخاطر وأرقى صورة للتعامل فقال ابن قدامه رحمه الله، وكان من توجيهات الله سبحانه وتعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم، فكما كنت يتيما يا محمد صلى الله عليه وسلم، فآواك الله، فلا تقهر اليتيم، ولا تذله، بل طيب خاطره، وأحسن إليه، وتلطف به، واصنع به كما تحب أن يصنع بولدك من بعدك، فنهى الله عن نهر السائل وتقريعه، بل أمر بالتلطف معه، وتطييب خاطره، حتى لا يذوق ذل النهر مع ذل السؤال، فإياكم والسئات الجارية، وما أدراك مالسيئات الجارية، هي سيئات تكتب على صاحبها وهو في قبره، سيئات مستمرة متواصلة لا تتوقف أبدا، يموت صاحبها وينقطع عن هذه الدنيا ولا تزال تكتب وتسجل كل يوم بل إنها تتضاعف بمرور الأيام والليالي وهو محبوس في قبره لا يستطيع أن يوقف هذه الأعمال، وتشمل هذه السيئات مواقع التواصل من منشورات.

من صورمخله، وفيديوهات مخلة، والقنوات الفاسدة التي تبث الافلام والبرامج الفاسده، وإنشاء المواقع والمنتديات الفاسدة والضارة، كالمواقع الإباحية ووهذه المواقع ثبتت أضرارها وآثارها الخطيرة، ونشر مقاطع الفيديو المخلة  في المواقع المشهورة مثل اليوتيوب وغيره، وتعليم الآخرين طريقة فتح المواقع المحجوبة السيئة، أو إنشاء المجموعات البريدية من أجل نشر المواد والمقاطع السيئة، أو الإسهام في نشر الشبه والأفكار المنحرفة عن طريق المشاركة في المنتديات، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” من دعا إلى هدى، كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا، ومن دعا إلى ضلالة، كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه، لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا” رواه مسلم، فنسأل الله تعالي العفو والعافية يا رب العالمين.

osama elhaowary

About Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *