مقال

أحوال الناس ما بين المصالح والمال

بقلم محمودعبده الشريف

في زمنٍ باتت فيه المصالح هي البوصلة التي تحدد اتجاه العلاقات، والمال هو المفتاح الذي يُفتح به كل باب، تغيّرت ملامح الكثير من النفوس وتبدّلت القلوب.

فأصبحنا نرى من يقترب لا لصدق المحبة، بل لمنفعة عابرة، ومن يُظهر الود لا لصفاء النية، بل لأن وراءه مطلبًا أو مكسبًا. وكأن العلاقات الإنسانية تحوّلت إلى معادلات حسابية، تُقاس بقدر ما يُعطى وما يُؤخذ.

لكن الحقيقة التي يغفل عنها الكثير، أن المال زائل والمصلحة متغيرة، بينما يبقى الأثر الطيب والذكر الحسن هما ما يدوم. كم من غنيٍ لم يجد عند مرضه سوى قلوب صادقة رفعت له الدعاء، وكم من صاحب جاه وسلطان رحل ولم يبقَ له سوى أعماله وذكراه.

المال قد يشتري المنازل الفاخرة، لكنه لا يشتري السكينة. قد يجمع حولك الناس، لكنه لا يضمن لك الوفاء. أما الصدق في العلاقات، فهو وحده الذي يبني جسورًا تبقى راسخة رغم تقلبات الزمان.

فلنراجع أنفسنا:
هل نحب الناس لذواتهم أم لمصالحنا؟
هل نقيس قيمتهم بما يملكون أم بما يحملون من خلق وصفاء قلب؟

الزمن كفيل بأن يكشف الأقنعة، ويُظهر معادن النفوس. ولن يبقى في النهاية إلا من أحبك لوجهك لا لجيْبك، ومن تمسّك بك في شدتك لا في رخائك فقط.

🌿 اللهم ارزقنا صحبةً صالحة وقلوبًا صافية، وأبعد عنا كل من اقترب لمصلحة، وقرب لنا من يذكرنا بك، ويرفعنا بالخير، ويثبت معنا على العهد والوفاء ما حيينا.

sdytm165@gmail.com

About Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *